مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سيف الإسلام يُطلق قناته الفضائية تمهيدا لدور سياسي أكبر

سيف الإسلام القذافي أثناء حديث مع صحفي من وكالة رويترز للأنباء في منتجع نيس جنوب فرنسا يوم 30 يوليو 2007 Reuters

تبدأ قناة "الليبية" الفضائية التي يشرف على إدارتها سيف الإسلام القذافي البث يوم الأربعاء 15 أغسطس بعد بث تجريبي متقطع دام أكثر من سنة في خطوة مُكملة للدور المركزي الذي لعبه في أزمة الممرضات البلغاريات.

وينطلق البث قبل أسبوعين من الإحتفالات الضخمة التي ستقام في مناسبة مرور 28 عاما على الإنقلاب الذي أوصل العقيد معمر القذافي إلى سدة الحكم.

وأفادت مصادر ليبية أن الفضائية الجديدة ستبث برامجها عبر قمر “نايلسات” على التردد 12360 وستكون محتوياتها مختلفة عن القناة الرسمية “الجماهيرية”، ليس فقط من حيث الشكل وإنما أيضا في المضمون.

غير أن سيف الإسلام حريص على ما يبدو على عدم الإبتعاد عن خط والده رغم فسحة الحرية النسبية التي سيمنحها للقناة، فهو يتبع في الملامح الكبرى الخط الرئيسي للسياسة الخارجية الليبية، وإن كان هناك اختلاف في التعاطي مع الشأن الداخلي.

واستدل مسؤول على علاقة بالقناة الجديدة فضل عدم الكشف عن اسمه بالشريط الوثائقي الكبير عن الفاطميين الذي أعدته “الليبية” للبث قريبا وتم تصويره في تونس وليبيا ومصر. وأتى الشريط صدى للخطاب الذي ألقاه القذافي على هامش مشاركته في القمة الإفريقية الأخيرة والذي أشاد فيه بدور الدولة الفاطمية مطالبا بإحيائه.

وكلفت “الليبية” مديرها العام السابق بشير بلاعو بالإشراف على تصوير الشريط، واعتمدت على عدد كبير من المؤرخين والخبراء الليبيين والتونسيين والمصريين للحديث عن تاريخ الفاطميين في مواقع تاريخية ارتبطت بتلك الحقبة خصوصا في عاصمتهم الأولى المهدية والقيروان والقاهرة، فيما تولى التونسي جمال الدين بالرحال إخراج الفيلم.

ذراع إعلامية

وليس توقيت إطلاق القناة الجديدة ببعيد عن أجواء المسار السياسي العام في البلد بعد تسوية أزمة الممرضات البلغاريات والتطورات التي استجدت في العلاقات مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا.

فالفضائية الجديدة التي شرعت في البث التجريبي في رمضان الماضي هي إصبع من الذراع الإعلامية التي أنشأها سيف الإسلام باسم “شركة واحد تسعة 1/9 الإعلامية” (في إشارة إلى الإنقلاب الذي نفذه والده في الفاتح من سبتمبر 1969) والتابعة لمؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها. وهي تشمل أيضا الإذاعة الخاصة “الليبية أف أم” التي بدأت البث الواسع في أبريل 2006 وموقع الليبية الإلكتروني الذي أطلق في فترة لاحقة.

لكن الفضائية والإذاعة الخاصة توقفتا عن البث فجأة اعتبارا من 25 مارس الماضي، وأقفل موقع الليبية الإلكتروني في خطوة برهنت على تراجع قوة جناح سيف الإسلام، خاصة بعدما أضاء والده الضوء الأحمر لـ”الإصلاحيين” نزولا عند ضغوط الحرس القديم.

والملاحظ أن تلك الحملة على الذراع الإعلامية للجناح المُصنف في خانة “الإصلاحيين” تزامنت مع اعتقال رجل الأعمال الليبي حسني بي، الذي وقع على عقود دعائية ضخمة مع شركة 1/9.

تردد

لكن على رغم الإشاعات التي سرت في تلك الفترة عن دمج القناة الفضائية والإذاعة الخاصة “الليبية أف أم” في “إذاعات الجماهيرية” الحكومية وإقفال موقع الليبية الإلكتروني نهائيا، حافظت المؤسسة على استقلاليتها وتم تثبيت عبد السلام مشري في منصبه مديرا للشركة بعد معارضته القوية لقرار الضم.

غير أن مشري أعفي من مهامه لاحقا وحل محله مدير إذاعة سبها (600 كيلومتر جنوب طرابلس) المحلية علي جبريل. وكان بشير بلاعو كلف قبل ذلك بإدارة القناة بشكل مؤقت لكن الإعتراضات التي ظهرت أدت إلى إلغاء تكليفه، مما ترك انطباعا بعدم الإستقرار في إدارة الفضائية الجديدة.

ولوحظ أن الأوساط المحافظة حملت على الفضائية والإذاعة الخاصة بوصفهما اختارتا أسلوبا خارجا عن النمط المألوف وأصبحتا تُروجان لـ”الأغاني الهابطة”، وانتهت بفرض قفلهما للحد من التجاوب الذي لقيتاه من الجمهور المصاب بالملل والسخط من الإعلام الرسمي المٌتحجر. وهو قرار اتخذه معمر القذافي بنفسه على ما قالت مصادر مطلعة بُغية تهدئة “اللجان الثورية”.

واعتبرت تلك الضربة نكسة لمشروع سيف الإسلام “من أجل ليبيا الغد” الذي شكل عنوانا لإصلاحات سياسية واقتصادية فرضتها النخبة الليبية في الداخل والخارج بعد 28 عاما من الحكم المطلق، وكذلك دعوات العواصم الغربية الشريكة لليبيا إلى تعديل أسلوب الحكم، وبخاصة إطلاق حرية الإعلام واحترام الرأي الآخر وصون حقوق الإنسان.

دور متنام أم محافظة على التوازن؟

بهذا المعنى تُعتبر العودة الإعلامية لسيف الإسلام مُكملة للدور المركزي الذي لعبه في أزمة الممرضات البلغاريات والتي أدت إلى تطبيع كامل للعلاقات مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

ورأت مصادر ليبية أن تصريحات سيف الإسلام الصحفية في شأن خلفيات الأزمة وإعلانه عن الصفقة التي انبنت عليها والتي استوجبت مطالبة الإشتراكيين في فرنسا بفتح تحقيق برلماني في الأمر، إضافة للإستياء الذي أثارته في أكثر من عاصمة أوروبية وخاصة برلين، هي خطوات لا يمكن أن تتم إلا بضوء أخضر من القذافي الأب.

ورجحت المصادر أن سيف الإسلام مرشح للعب دور متنام في المرحلة المقبلة ربما تتبلور ملامحه مع مبادرات سيُعلنها والده في الخطاب التقليدي الذي يلقيه أواخر الشهر الجاري في ذكرى استلامه السلطة.

غير أن نفس المصادر استبعدت بالكامل أن يتخلى عن جزء من صلاحياته رغم المطالبة المتكررة بسن دستور وإقامة مؤسسات سياسية. وعزت ذلك إلى محافظته على التوازن ليس بين “الإصلاحيين” ونومونكلاتورا “اللجان الثورية” وحسب، وإنما أيضا بين أبنائه المتنافسين على الخلافة بعدما وضع كلا منهم على رأس جهاز من الأجهزة المركزية في الدولة.

تونس – رشيد خشانة

طرابلس- (خاص) ليبيا اليوم- تجري حالياً الاستعدادات بمقر القناة الفضائية الليبية بشارع النصر بطرابلس للتجهيز للحفل الضخم الذي سيقام مساء اليوم الأربعاء الموافق 2007.08.15 بمناسبة الانطلاقة الجديدة للقناة، وحالياً يقوم فريق العمل المكلف بتجهيز المسرح ومكان الاحتفال بوضع اللمسات الأخيرة عليه من تجهيز إضاءة ومعدات الصوت والديكور وأماكن جلوس الحضور وغيرها.

وافادت مراسلة (ليبيا اليوم) في طرابلس بأن ضيوف الحفل والفنانين المدعوين للمشاركة قد بدأوا في الوصول عبر مطار طرابلس العالمى حيث كان وفد من شباب القناتين الليبية الفضائية والليبية المسموعة في استقبالهم والترحيب بهم، حيث عبر الضيوف عن امتنانهم لهذه الدعوة وسرورهم بالمشاركة في حفل الافتتاح.

وسيتواصل وصول الضيوف تباعاً إلى طرابلس للمشاركة في حفل إطلاق القناة ومنهم المخرج السينمائى المصرى (مجدى أحمد علي) و(محمد يوسف) نقيب الصحفيين في الإمارات العربية المتحدة، و(الهاشمى نويرة) نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، ونخبة من الفنانين منهم (زين العمرى) و(نورهان) و(شاب جيلانى).

وفى ذات الوقت تواصل فيه فرق العمل عقد اجتماعاتها حتى ساعات متأخرة من الليل لتنسيق المهام وتوزيع العمل المكلفين به والإستفادة من كل الطاقات والجهود لإخراج الحفل بصورة تليق بالمناسبة.

ومنذ الغد سيتخلل برنامج الليبية المسموعة عبارات الترحيب بإطلاق القناة الفضائية كما سيجرى تعديل مؤقت في برامج القناة لنقل وقائع الاحتفال الضخم عبر القناتين على الهواء مباشرة وفتح الخطوط الهاتفية لاستقبال تهانى المستمعين والمشاهدين.

يذكر أن الإعلامى (بشير بلاعو) يشغل حالياً منصب المدير العام لقناتى الليبية الفضائية والليبية المسموعة التابعتان حالياً لشركة الغد الإعلامية التى بدأت عقد سلسلة من الإجتماعات “لبحث أفضل السبل لتقديم خدمة إعلامية صحفية ومسموعة ومرئية ترضى ذوق متابعيها وتلتزم بنهج الإعلام الواعى والهادف الذى يتحرى الصدق والسبق والإفادة والتشويق”، حسبما يقول القائمون على القناة.

وقريباً سيتم الإعلان عن برامج ومشاريع إعلامية تنفذها وتشرف عليها الشركة التي يتولى الكاتب الصحفى (محمود البوسيفى) مهمة نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام فيها، فيما يتولى الدكتور (محمد عبد المطلب الهونى) مهمة رئيس مجلس إدارتها.

(المصدر: موقع “أخبار ليبيا” بتاريخ 15 أغسطس 2007)

دبي (رويترز) – من سمر سعيد- قال سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريحات أذيعت مساء الاربعاء 8 أغسطس 2007 إن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين افرج عنهم من السجون الليبية تعرضوا للتعذيب للاعتراف بأنهم تعمدوا إصابة مئات الاطفال الليبيين بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز).

وافرج عن الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني يوم 24 يوليو تموز بعد اتفاق بين طرابلس والاتحاد الاوروبي بعد ان امضوا ثماني سنوات في السجون الليبية.

وقال محامي الطبيب الفلسطيني لرويترز يوم الثلاثاء 7 أغسطس 2007 إن الطبيب تعرض للتعذيب حتى يعترف بأنه تعمد إصابة الاطفال وانه يزمع تقديم شكوى الى لجنة حقوق الانسان بالامم المتحدة.

وأكد سيف الاسلام ابن القذافي مزاعم التعذيب في مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيون الجزيرة التي يقع مقرها في قطر.

وقال سيف الاسلام إنهم تعرضوا للتعذيب بالصدمات الكهربائية وكان هناك تهديد بمهاجمة اسرهم.

وقال إن بعض الاطفال اصيبوا بالفيروس الذي يسبب الايدز قبل وصول الممرضات والطبيب الى ليبيا، وانه تم الابلاغ عن حالة إصابة واحدة بعد إلقاء القبض عليهم.

واضاف انه يوجد إهمال وهناك كارثة وقعت وهناك مأساة لكن لا يوجد تعمد.

وبرأت محكمة ليبية تسعة من أفراد الشرطة الليبية وطبيبا من اتهامات بتعذيب الممرضات والطبيب.

وقال علماء دوليون إنهم أظهروا أن نوع الفيروس بدأ يصيب الاطفال قبل وصول الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني.

وأصر الستة الذين صدرت مرتين احكام بالاعدام عليهم دائما على انهم ابرياء، وقالوا إنهم أدلوا باعترافاتهم تحت وطأة التعذيب. وقالت بلغاريا وحكومات الاتحاد الاوروبي إن الممرضات والطبيب أبرياء ودعوا الى الافراج عنهم.

وقال علماء غربيون إن نظام الرعاية الصحية الذي يفتقر للكفاءة في ليبيا هو السبب الحقيقي لاصابة الاطفال بفيروس الايدز.

وخففت ليبيا أحكام الاعدام ضد الممرضات الخمس والطبيب الى السجن المؤبد بعد دفع مبالغ مالية بلغت 460 مليون دولار بواقع مليون دولار لاسرة كل ضحية. ومهد ذلك الطريق امام الافراج عن الممرضات والطبيب بموجب القانون الليبي.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 9 أغسطس 2007)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية