مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فيدمر – شلومبف تؤدي اليمين وحزب الشعب في المعارضة

RSR

أعلنت السيدة إيفلين فيدمر – شلومبف، أنها تقبل تعيين البرلمان لها وزيرة في الحكومة الفدرالية، بدلا عن كريستوف بلوخر، زميلها في حزب الشعب السويسري.

وكان البرلمان قد رفض يوم الأربعاء بشكل مفاجئ إعادة انتخاب بلوخر، وصوّت لفيدمر – شلومبف بدلا عنه في علامة واضحة على عدم الرضا عن سلوك بلوخر في الحكومة.

وافقت السيدة إفلين فيدمر – شلومبف، التي انتخبها البرلمان يوم 12 ديسمبر لعضوية الحكومة الفدرالية على حساب الزعيم السياسي اليميني كريستوف بلوخر، على اختيار أغلبية البرلمان لها.

هذه الخطوة أتبعها حزب الشعب السويسري على الفور، بإعلان رئيس فريقه البرلماني، الدخول في المعارضة للحكومة التي وصفها بأنها أصبحت “ذات توجّـه وسط – يسار”.

ويتوقّـع المراقبون أن يؤدّي انضمام السيدة فيدمر – شلومبف إلى الحكومة الفدرالية، إلى تهديد الاستقرار السياسي في البلاد.

الزلزال يتفاقم

السيدة شلومبف، التي تنتمي إلى الجناح المعتدل في نفس الحزب الذي يقوده السيد بلوخر، أدت إثر ذلك اليمين الدستوري أمام البرلمان الفدرالي، الذي كان مجتمعا بحضور جميع أعضاء غرفتي البرلمان في العاصمة برن.

حزب الشعب السويسري (يمين متشدد)، أعلن على الفور أنه يعتبر نفسه في المعارضة، على الرغم من وجود إثنين من أعضائه في الحكومة.

ويستكمل تأدية السيدة فيدمر – شلومبف لليمين ، عملية تعيين الأعضاء السبعة في الحكومة الفدرالية، الذين أعيد انتخابهم جميعا، باستثناء السيد كريستوف بلوخر، وزير العدل والشرطة السابق، لفترة مقبلة تستمر أربعة أعوام.

بين الاستنكار والارتياح

كريستوف بلوخر تدخّـل إثر ذلك وألقى كلمة أمام البرلمانيين، أعلن فيها أنه سيغادر الحكومة، ولكنه لن يغادر السياسة، وحذر من أنه لن يتردّد في قول كل ما لم يكن يجرؤ على قوله حتى الآن.

وقال وزير العدل والشرطة السابق، الذي أطيح به يوم أمس، “إنني أتردّد بين الاستنكار والارتياح.. الاستنكار بسبب الطريقة التي لم تعيدوا انتخابي بواسطتها”، خصوصا “وأنكم لم تقولوا لي عن الأسباب”، وأكّـد أن هذه الأسباب “لم تكن بالتأكيد”، متعلقة بنتائج عمله في الحكومة أو بمصلحة الشعب، حسب رأيه.

وأضاف “أما الارتياح، فلأنني سأتمكن مجددا من قول ما أعتقد والحديث عن أمور لم يكن متاحا لي أن أتحدث عنها لأسباب، مثل الوفاق والعمل المشترك”.

وأشار بلوخر إلى أن السرّ المهني استُـخدم بشكل مبالغ فيه، للتغطية على أمور وسخة، لم يكن يُـراد أن يُـطّـلع عليها، وقال “في المعارضة، سنتمكّـن من إظهارها”.

وبعد أن أعلن أنه سيقدِّم حصيلة عمله ضمن تشكيلة الحكومة الفدرالية للسنوات الأربع الماضية، قال كريستوف بلوخر ” قبل أربعة أعوام، انتخبني هذا البرلمان لعضوية الحكومة الفدرالية، وقبلت هذا الانتخاب باعتباره رسالة ومهمّـة لأنخرط بجميع ما لدي من قوة للدفاع عن مصالح البلاد والشعب”.

نهاية الوفاق؟

وجاء تصويت البرلمان بعد أقل من شهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية، التي شهدت تعزيز حزب الشعب السويسري، الذي ينتمي إليه السيد بلوخر، موقعه كأول تشكيلة سياسية في البلاد، بحصوله على 29% من الأصوات.

لكن الزلزال السياسي، الذي شهدته برن يوم الأربعاء 13 ديسمبر، أدى إلى طرد السياسي والملياردير، الذي كان في قلب السياسة السويسرية منذ 15 عاما من الحكومة، في أعقاب تحالف بين اليسار والوسط.

وقد تركّـزت الانتقادات التي وجِّـهت إليه، على ما اتّـسم به سلوكه السياسي على مدى السنوات الأربع الماضية، من افتقار إلى التضامن الحكومي وعلى النبرة العنصرية، التي طبعت الحملة الانتخابية الأخيرة لحزبه.

وتعمل الحكومة الفدرالية السويسرية منذ نصف قرن، طِـبقا لنظام التوافق، وهو أسلوب جماعي لإدارة شؤون الحُـكم، تتقاسم فيه ثلاثة أحزاب من اليمين وحزب من اليسار الحقائب الوزارية السبعة.

المزيد

المزيد

نظام التوافق

تم نشر هذا المحتوى على يُـقصَـدُ بالتوافق، ذلك البحث المستمر عن توازن أو عن حلّ وسط يُرضي الجميع بين الأحزاب وبين المجموعات الثقافية المختلفة، اللغوية والاجتماعية والسياسية، التي تتشكّـل منها سويسرا. أحد الأوجُـه الأكثر بروزاً لنظام التوافُـق، تجسّـده عملية توزع المقاعد السبعة للحكومة الفدرالية بشكل تناسبي مع القوة الانتخابية للأحزاب السياسية ومع الحجم الديمغرافي لمختلف المجموعات اللغوية في البلاد.

طالع المزيدنظام التوافق

سويس انفو مع الوكالات

تشغل السيدة إيفلين فيدمر – شلومبف (51 سنة) منذ عام 1998 منصب وزيرة في حكومة كانتون غراوبوندن المحلية، وهي السيدة الأولى التي تصل إلى هذا المنصب في الكانتون.

تشغل حاليا وزيرة المالية في الحكومة المحلية، وهي محامية في الأصل.

كما تتقلد حاليا منصب رئيسة مؤتمر وزراء المالية في الكانتونات السويسرية.

شغل والدها ليون شلومبف منصب وزير في الحكومة الفدرالية عن حزب الشعب السويسري ما بين عام 1979 و1987.

تتوزّع مقاعد الحكومة الفدرالية السبع حاليا بين أربعة أحزاب كبرى على المنوال التالي: حزب الشعب السويسري: 2 والحزب الراديكالي:2 والحزب الاشتراكي: 2 والحزب الديمقراطي المسيحي: 1

أعضاء الحكومة الفدرالية:

موريتس لوينبيرغر (اشتراكي: 157 صوتا)
باسكال كوشبان (راديكالي: 205 صوتا)
سامويل شميت (حزب الشعب السويسري: 201 صوتا)
ميشلين كالمي – ري (الحزب الاشتراكي: 153 صوتا)
هانس رودولف ميرتس ( الحزب الراديكالي: 213 صوتا)
دوريس ليوتهارد (الحزب الديمقراطي المسيحي: 160 صوتا)
إفلين فيدمر – شلومبف (حزب الشعب السويسري: 125 صوتا).

بعد انتخاب البرلمان يوم 12 ديسمبر باسكال كوشبان رئيسا للكنفدرالية لعام 2008 بـ 197 صوتا، استكمل يوم الخميس انتخاب نائب رئيس الحكومة الفدرالية في شخص هانس رودولف ميرتس بـ 193 صوتا.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية