نوفارتيس تسحب دواء من أستراليا بعد وفاة شخصين
سحبت مجموعة نوفارتيس السويسرية العملاقة دواء Prexige المعروف أيضا بـLumiracoxib من السوق الأسترالية، امتثالا لقرار السلطات الصحية الوطنية على إثر وفاة مريضيْـن وخضوع آخرين لعملية زرع للكبد. ويباع هذا المُسكن للآلام في أكثر من 50 بلدا.
ومازال هذا الدواء الذي يوزع في دول الاتحاد الأوروبي ينتظر الترخيص ببيعه في سويسرا. بينما يـُتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة قرارها بهذا الشأن في الخريف القادم.
تـُعدُّ أستراليا لحد الآن البلد الوحيد الذي قام بسحب دواء بريكسيج (Prexige) من السوق. وكان هذا الدواء المُسكن للآلام، وخاصة آلام الاعتلال المفصلي، قد حصل على رُخصة البيع في أستراليا في شهر يوليو 2004.
غير أن السلطات الصحية الوطنية المعنية بمراقبة الأدوية التي تمثلها “إدارة السلع العلاجية” (Therapeutic Goods Administration) أعلنت يوم السبت 11 أغسطس الجاري أنها توصلت بتقارير عن ثمان حالات تسبب فيها تناول دواء بريكسيج في آثار جانبية خطيرة على مستوى الكبد، إذ توفي شخصان وخضع آخران لعملية زرع للكبد.
وسارعت “إدارة السلع العلاجية” إلى اتخاذ قرار بسحب الدواء من السوق، وحظي قرارها بدعم من فرع نوفارتيس في أستراليا.
وقال روهان هاميت، المستشار الطبي الرئيسي في هذه الإدارة “إن إدارة السلع العلاجية وخبراء لجنتها الاستشارية أجروا تحقيقات عاجلة حول هذه التقارير”، مضيفا أن لجنة الخبراء أوصت بسحب الدواء على الفور.
من جهته، قال نيك كورستيينس، المسؤول العلمي في فرع نوفارتيس في أستراليا: “إن صحة المرضى تحتل الأهمية الأولى بطبيعة الحال”.
وقد بدأ توزيع هذا المُسكن في دول الاتحاد الأوروبي منذ نوفمبر 2006. لكن هذا الدواء الذي يباع في أكثر من 50 بلدا لا يتوفر بعد في سويسرا، إذ أوضح المتحدث باسم المجموعة جون جيلاردي بأن نوفارتيس مازالت تنتظر ترخيص البيع. كذلك الشأن بالنسبة للولايات المتحدة حيث يتوقع صدور القرار في سبتمبر القادم. لكن المشاكل التي يواجهها الدواء حاليا في أستراليا قد تتسبب في رفض التراخيص.
“قنبلة محتملة”؟
وحسب نوفارتيس، تتعلق الحالات التي سُجلت في استراليا بتناول الأشخاص المتضررين لجـُرع زائدة، مُضاعفة مرتين أو حتى أربع مرات مقارنة مع الوصفة الطبية الصحيحة. كما نوهت المجموعة إلى عدم علمها بأية حالة وفاة خارج أستراليا، مؤكدة من جديد ثقتها في فعالية بريكسيج المعروف أيضا باسم “لوميراكوكسيب”.
وقد بلغت مبيعات نوفارتيس من هذا المُُسكن خلال النصف الأول من العام الجاري 52 مليون دولار أمريكي. وكان المتخصصون ينظرون في بداية الأمر إلى هذا الدواء وكأنه “قنبلة محتملة”، أي أنه منتوج قد يحقق مبيعات تفوق مليار دولار. لكن التطورات الأخيرة قد تغير مجرى الأمور.
ووفقا لتقديرات نوفارتيس، يتناول بريكسيج زهاء 60000 مريض على الأقل في أستراليا (من أصل 20 مليون نسمة). ويصلح هذا الدواء لمعالجة الاعتلال المفصلي. لكن يمكن استخدامه أيضا ضد الآلام بعد عمليات جراحة الأسنان، وآلام الدورة الشهرية، والآلام بعد الجراحة التجبيرية.
نداء يقظة
ودعت إدارة السلع العلاجية في أستراليا المرضى المُستخدمين للدواء بوقف تناوله على الفور والاستشارة مع الطبيب المعالج حول دواء بديل، كما أوصتهم بإجراء اختبارات دم للتأكد من سلامة الكبد.
وينتمي دواء بريكسيج لنفس الفئة العلاجية “كوكسيب” مثل الفيوكس (Vioxx) الذي تنتجه المجموعة الأمريكية ميرك، والذي سُُحب من السوق في عام 2004 بعدما تبين أنه يزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويذكر أن مجموعة ميرك تواجه حاليا أكثر من 20000 إجراء قضائي من قبل مستهلكين سابقين لدواء “فيوكس”.
سويس انفو مع الوكالات
في النصف الأول من عام 2007، ارتفعت أرباح نوفارتيس بنسبة 14% لتبلغ 4,19 مليار دولار أمريكي.
زادت النتيجة العملياتية للمجموعة بـ10% لتصل إلى 4,67 مليار دولار.
ارتفع رقم المبيعات بـ15% ليبلغ 18,53 مليار دولار.
تعتبر مجموعة نوفارتيس السويسرية رائدا عالميا في مجال المنتجات المخصصة للحفاظ على الصحة، ومعالجة المرضى وتحسين ظروف حياتهم.
توظف نوفارتيس، التي تعد أكبر شركة سويسرية في مجال الصحة، حوالي 91000 شخص في العالم، من بينهم أكثر من 11000 في سويسرا.
دواء “بريكسيج” (Prexige® (lumiracoxib) هو مسكن للآلام يصلح للعلاج القصير والطويل المدى لمؤشرات وأعراض الاعتلال المفصلي في الركب لدى الراشدين.
هذا المرض هو التهاب حاد ومزمن للمفاصل لا يمكن تداركه، يتميز بتفكك الغضروف المفصلي، وبتقلص شديد للعظام في المناطق المجاورة للغضروف، وبتغييرات في غشاء الغدد المفصلية.
يسبب هذا المرض آلاما كما يؤدي إلى انتفاخ وتصلب المفاصل.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.