الكوارث الطبيعية تتسبّب في خسائر فادحة لشركات التأمين

وفقا للأرقام الأولية التي نشرتها الشركة السويسرية للتأمين وإعادة التأمين "سويس ري" يوم الخميس 12 أغسطس الجاري، كلفت الكوارث الطبيعية قطاع التأمين 37 مليار فرنك خلال النصف الأوّل من عام 2021 فقط. 

أدت التقلبات الجوية صيف هذا العام إلى حدوث دمار وسيول جارفة في أجزاء كثيرة في أوروبا، كما ألحقت أضرارا كبيرة بمناطق متعددة في ألمانيا على وجه الخصوص. Copyright 2021 The Associated Press. All Rights Reserved

وكشفت دراسة استقصائية منفصلة أجرتها شركة إعادة التأمين الألمانية “ميونيخ ري” أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية والأضرار التي يُسببها الإنسان في تزايد مستمر منذ سنوات، حيث بلغت 77 مليار دولار على المستوى العالمي، واضطرت شركات التأمين إلى دفع تعويضات عنها بلغت 42 مليار دولار.

وتقول شركة سويس ري (Swiss Re) إن هذه هي ثاني أعلى نسبة خسارة تم تسجيلها على الإطلاق خلال الأشهر الستة الأولى من العام بالمقارنة مع السنوات السابقة، وهي أيضا أعلى من متوسط معدّل السنوات العشر الفارطة البالغ 33 مليار دولار. وبسبب التغيّرات المناخية، أصبح ما يُسمّى في العادة بـ “المخاطر الطبيعية الثانوية” مثل العواصف الشتوية والبرد والفيضانات وحرائق الغابات، عبئا أكبر من ذي قبل.

بدوره، أوضح مارتين بيرتوغ، رئيس قسم الخسائر الناجمة عن الكوارث في شركة “سويس ري” أن تجربة عام 2021 تؤكد حتى الآن “الخطر المتزايد الذي تشكله ظواهر الطقس القاسية، وما تتسبّب فيه من أضرار تهدد قطاعات أكبر وأكبر من المجتمع”.

الاستعداد للنصف الثاني من العام

في الولايات المتحدة، تسببت عاصفة “أوري” الشتوية لوحدها في خسائر قدرها 15 مليار دولار لشركات التأمين. أما في ألمانيا، فتنتظر شركات التأمين مواصلة استيعاب ما يقارب عن 5.5 مليار يورو من الخسائر الناتجة عن فيضانات الصيف خلال النصف الثاني من هذا العام.

كذلك شهدت سويسرا هذا الصيف هطول أمطار غزيرة وحدوث سيول جارفة في بعض المناطق مما تسبب في حصول أضرار تقدّر بنحو 450 مليون فرنك.

في الأثناء، يظل التهديد الأكبر عبر المحيط الأطلسي موسمَ الأعاصير، الذي لم يحن وقته بعدُ.

تاريخيا، يبقى زلزال توهوكو، الذي شهدته اليابان في 11 مارس 2011، الكارثة الطبيعية الأكبر تكلفة على الإطلاق وفقًا لشركة “ميونخ ري”. أما من حيث الخسائر المؤمن عليها، فإن الكارثة الطبيعية الأكبر تكلفة حتى الآن هي إعصار كاترينا، الذي ضرب نيو أورلينز بالولايات المتحدة في صائفة عام 2005.