تراجع الرغبة في المشاركة السياسية لدى الشباب السويسري

مظاهرة لنشطاء وناشطات المناخ في زيورخ ، مارس 2022. © Keystone / Ennio Leanza

توصلت دراسة استقصائية إلى أن الشبان في سويسرا أصبحوا أقل حرصاً على تحقيق أهدافهم عبر الاحتجاجات في الشوارع، وذلك رغم اهتمامهم المستمر والكبير بقضية تغير المناخ.

تُظهر البيانات الصادرة عن معهد gfs.bern للأبحاث واستطلاعات الرأي المنشورة يوم 16 نوفمبر الجاري أن عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عامًا والذين يقولُون إنه يتعيّن على النخبة السياسية أن تأخذ مثل هذه الحركات الاجتجاجية على محمل الجدّ قد انخفض في عام 2022 من 72٪ إلى 62٪.

في غضون ذلك، ارتفعت نسبة الشبان الذين يقولون إنهم لا يرون جدوى من الانضمام إلى مثل هذه الاحتجاجات الاجتماعية من 18٪ إلى 29٪، فيما انخفضت نسبة الذين يعتقدون أن الاحتجاجات هي الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير من 52٪ إلى 36٪.

وقال الفريق الذي أنجز الدراسة، بتكليف من منصة “التصويت المُيسّررابط خارجي” التي تعمل على تعزيز مشاركة الفئات الشباب في الحياة السياسية إن النتائج تظهر تراجع الحماس السياسي الذي أججته في السنوات الأخيرة حركة المناخ والإضراب النسائي وجائحة كوفيد -19.

يظهر هذا التحول أيضًا في الإحجام المتزايد للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا عن المشاركة السياسية في المستقبل، ذلك أن 40٪ فقط يقولون إنهم يريدون أن يكونوا ناشطين سياسيًا في المستقبل القريب، بينما تضاعف عدد الذين يستبعدون تمامًا مشاركتهم في الحياة السياسية منذ 2017 لتصل النسبة إلى 28٪.

مع ذلك، ما تزال هناك رغبة في ممارسة الأدوات السياسية التقليدية، لا سيما التصويت حيث قال 86٪ ممن شملهم الاستطلاع، والذين لديهم الحق في التصويت (فوق 18 عامًا في سويسرا)، إنهم حريصُون على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة المقبلة. وفيما تُعتبر هذه أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ بدء إجراء هذا الصنف من المسح قبل سبع سنوات، يبقى أن نرى ما إذا كان الناخبون من الرجال والنساء سيتوجهون بالفعل إلى صناديق الاقتراع أم لا في الوقت الذي يتراجع فيه متوسط ​​الإقبال على التصويت في سويسرا إلى أقل من 50٪.

أما بالنسبة للمسائل التي تشغل بال الشباب، فإن التغيّر المناخي يتصدّر القائمة، متقدمًا بذلك على قضايا العنصرية والتمييز والسياسة الخارجية. أما معاشات البطالة والشيخوخة ـ التي تشكل مصدر قلق كبير لبقية السكان في الكنفدرالية- فتحظى بأهمية أقل لدى هذه الفئة العمرية.